Skip to main content

Posts

Showing posts from January, 2023

المُطلق المُدرك

  بين اتساعين: يقول الله عزّ وجل ﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣰّاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِیلࣰا﴾ حين يعيش القلب في النعيم الأخروي، ويتقلّب بين مشاهد الجِنان.. تأتي خاطرة مُلّحة، هذه الخاطرة تتساءل مُتعجّبة "للأبد؟" "خالدين فيها؟" فكلمة الأبد أو الخلود كلمات لها مُطلق لا يُدركها العقل الدنيوي المحدود، تأتي كلمة الأبد ولا يستطيع العقل استيعاب اللاحد! لا يستطيع التصوّر إلا بتوّقف الزمن! ثم إذا ما جاء وصف الجنّة وجدنا الحديث القُدسي الذي يقول اللهُ تعالى فيه: "أعددتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ، ذخرًا بَلْهَ ما أطلعتُهم عليه، اقرأوا إن شئتم (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوْا يَعْمَلُونَ)"، فيقف العقل مرةً أُخرى أمام "ولا خطر على قلب بشر" فيحاول أن يتصوّر الجمال، ويتخيّله، ويدمجه، فلا يجد سبيلًا إلا بما يعرفه، فكيف بما لا

القرآن... بين قلبين

  إن الأُم متى غابت عن طفلها، أخذ ثيابها ليشمّها وينام فيها سلوى شوقه الذي لا يهدأ.. ولله المثل الأعلى! هكذا الشعور تجاه القُرآن، كلام الله الذي نُقلّب فيه أنفسنا، حتى نلقى ربنا، والعجيب.. أن ثياب الأم يذهب ريحها عنها عندما تمر الأيام، لكن القُرآن كلما اقتربت منه زاد النور في صدرك، وزادت بركاته، وزادت نفحاته، فيكون زادك في رحلتك في الدنيا وموقدًا للشوق للآخرة. إن القُرآن عجيب.. عجيب يا صاحبي.. في مصاحبته أنوارٌ لا تنتهي، أكوانٌ واسعة، ومعانٍ لا يشملها قلبك لجلالها، وأشد ما فيه من العجب أن يُعطيك على ما يُناسبك.. حتى لا تُثقل، حتى يأخذ بيدك إلى فتوحاتٍ أُخرى، بآفاقٍ أُخرى، ولكن كل شيء بقدر. كان هذا في ليلةٍ من ليالي رمضان المُباركة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسّلم، فيأتي ذلك الشعور الطيّب، تلك الرحمة، تلك النفحة من نفحات رمضان، فيستشعر بها الإنسان أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيننا بجسده الشريف في قبره المُبارك، فيبدأ بالاستماع إلى الآيات بروحٍ أُخرى، بروحٍ تتخيّل أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيننا، كان ذلك بداية مشاعرٍ لا تنتهي! تبدأ بتلّقي القُرآن وكأنك تعيش مع الصحابة -ر