Skip to main content

Posts

Showing posts from November, 2022

في جماليّة تذوّق النص

  مُقدّمة: في جمالية هبة التعلّم، وقراءة النصوص واستشعار حُسنها، ولا أقصد العلم بمعناه المعرفي فحسب، بل هو بحس التذوّق والمُعايشة، بحس الإندماج في كيان الإنسان فيكون جزءًا منه وحاضرًا به. الإنسان كائن مُركّب.. بمعنى أن كل إنسان تتدّخل فيه بعض الأمور التي تكوّن هذا الكائن الماثل أمامنا، بيئته، تربيته، شخصه، حياته، تجاربه، هذه التشكيلة في ذاتها لا تكرر كثيرًا.. فتلّقي هذه التركبية لشيء سيعالجها بطريقة مختلفة تمامًا عن غيره، بالرغم من أنها نفس المعلومة، ولكن جمالية الاختلاف لتوليد المعنى كانت في هذه النقطة، وذلك بحسب كُل انسان وتركيبته! في جماليات تذوّق النص: في الحديث عن الجمّاليات أولًا: في كل حديثٍ يتمّلك قلبي أُباشره بالتساؤلات، لأعرف أصلِه.. وأفهمه.. ومن أين جاء لأُكرمه إن كان طيّب الأصل، وفي تساؤلي لنفسي عن تفضيلها للجمال وجدت الأشياء العجيبة.. فالجمال بذاته فطري فينا، قد خلقنا الله في أحسن تقويم، والتقويم هنا ليس الجسد والصورة فحسب بل ما بداخلنا؛ كل ما يؤهل الإنسان للقيام بدور العبوديّة.. قابليته للتعلّم، معنى التعقّل، كل معنى وما يضاده قد رُكّب في الإنسان بطريقة جعلته في أحسن تقوي

ظل الأشجار ورجالنا

  - سأُخبرك بشيء لكن عدني ألّا تُخبر به أحدًا سوى ابنائك في المُستقبل .. اتفقنا؟  - اتفقنا تأخذ طفلها بيده وتُكمل حديثها السري، وعينا ولدها يملؤها الحماسة، فترفع كفّهِ على خدها وتقول له: أنتَ رجلُ حقيقي يا ولدي.. إن الفتى وليدُ الحنان والصدق، والرجل الحقيقي هو ذلك الفتى، إننا الأمهات نغرس بأيدينا أشجارًا ستكون ظلًا تسظل به نساء هذه الأُمّة، هذه الأشجار العظيمة تكون بذرة صغيرة.. وأنت كنت إحدى هذه البذور، وفي الحقيقة كُنتُ خائفة جدًا كوني مسؤولة عن بذرة تُسّلم أمرها لي، وسيسألني الله كيف أكرمتِ تلك البذرة؟ كانت النساء في زمني لا تكترث في أن تتعلّم الصبر والتأنّي حتى تعطي البذرة حقّها في النمو والنضج، لكنّي كنتُ أحارب هواي كثيرًا وأتعلم الصبر قبل أن تأتي، والآن بدأت علامات نضج تلك البذرة في الظهور. أن تستمع لي وتُخبرني بعينك قبل لسانك أنك مُقبل إليّ بكُلّك، وأن اتحسس بيدك آمانًا وصدقا، هي أولى علامات تلك البُشرى، والرجل الصادق شجرة صامدة، تسقيها الأم وترعاها، ثم تُسّلمها لامرأة واعية لترعى تلك الشجرة القويّة فتصير الشجرة لها من الخير الكثير. نعم تتطّلب الرعاية الصبر الكثير، وهذا ما تُهديه

الليل والنهار في نظر المُسلم

  مُقدّمة: يتقلّب قلبُه مع الأيام، ويتساءل إلى أين؟ قد يكون سؤاله عارضًا، ولو سأله أحدٌ آخر بنفس سؤاله لأجاد الجواب، ولبس زيّ الحكيم، وكشف عن صاحبه غمّته، ولكن! ما أعجب الإنسان الذي لا يستطيع أن يُحدّث نفسه حديثًا يعرفه، ويُنكر الأسباب التي يعرفها على نفسه، ويضيقُ ويضيقُ.. حتى إذا ما نظر إلى السماء، وتراءى لقلبه شروق الشمس، وتبدّل الليل النهار، أو تراءى له الغروب، وتبدّل النهار الليل، فيجد نفسه تمامًا كحالة الشروق أو الغروب، ولكنّه لا يدري، أنَهارٌ هو؟ أم ليل؟ هذا حال صاحبُنا في نفسه. يحاول مرّة أُخرى.. ولكن هذه المرة مدّ بصره إلى مشرق الأرض ومغربها، على امتداد أمّته المُسلمة، ويتساءل إلى أين؟ ولكن هذه المرّة يرتدي أثوابًا مُتعددة، تعددها ليس باختلاف المكان فحسب، بل باختلاف الزمان، أثواب أمتِه العديدة على مرّ الأيام، ويضيقُ ويضيق.. حتى إذا ما نظر إلى السماء! وحال أُمّتِه كحاله، بين بين ولكن لا يدي أنهارٌ هو؟ أم ليل؟ تبارك الذي نزّل الفُرقان! سورة الفُرقان سورةٌ فارقه، تُفرّق بين الحق والباطل، ببيان شديد ورسوخ واضح، تمامًا كما هو يوم الفرقان -غزوة بدر-، كما تميّزت هذه السورة بتكرار كلمة